فصل: الفن السابع عشر: علل المقعدة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في الأدوية التي هي أخص بحبّ القرع:

هي القطران يستعمل في الحقن والأطلية والبرنج ولبه والسرخس والقسطالمر وقشور أصل التوت وعصارته والقنبيل وشحم الحنظل والصبر.
والشنجار عجيب في العراض وقشور اللبخ من الأشجار.
وأظن أنه ضرب من السدر والأزادرخت ومما يخرجها بلا أذى أن يشرب ثلاث أواق من عصارة الراسن الطري فإنه عجيب جداً.
وقد ذكر العلماء أن الأربيان يخرج حب القرع.
ومن الأدوية العجيبة في جميع ضروب الديدان شعر الحيوان المسمى أحريمون.
والقلقديس مما يقتلها مع منفعة إن كان هناك إسهال.
وقد ذكرنا لها في الأقراباذين مطبوخاً منه ومن القنطريون.
وأما المركّبات فإما القتّالة كالترياق.
وإما الجامعة فمثل أن يؤخذ من لبّ البرنج ومن التربد والسرخس من كل واحد أربعة دراهم ملح هندي درهمان قسط مر ستة دراهم.
والشربة خمسة دراهم وأيضاً من لبّ البرنج سرخس قنبيل من كل واحد خمسة دراهم تربد خمسة عشر درهماً.
الشربة منه إلى خمسة دراهم.
وأيضاً يشرب اللبن الحليب ثلاثة أيام بالغداة ويتحسّى بعده الآسفيدباج ثم تؤخذ ستة مثاقيل برنج وثلاثةدراهم سرخس وثلاثةدراهم قنبيل يدقّ ويداف في خل حامض أو سكنجبين ويمص شيئاَ من الكباب لتحرص الديدان عليه ثم يشرب منه مقدار وزن ما يوجبه الحدس والتجربة.

.فصل في الأدوية الباردة والقليلة الحرارة:

هي مثل بزر الكزبرة إذا شرب ثلاثة أيام بالميبختج وبزر الكرفس فإنه قوي جداً يقتل كل دود ويسقى في سكنجبين أو رائب أو يشرب طبيخها.
والنشاستج قد يقتل أيضاَ.
والفوفل وورق الخوخ وعصارة الشوكة المصرية وهي غير كثيرة الحرارة والعلّيق وسلاقة قشور شجرة الرمان الحامض أو المز يطبخ ليلة جميعاً في الماء ثم يصفّى ويشرب.
فإنه يقتل.
وكذلك ماء طبخ فيه أصله وعصارة لسان الحمل يصلح لمن به دود وإسهال جميعاً.
أو لسان الحمل يابساً.
وأيضاً السماق المغروس في الماء عجيب.
والطراثيث والطين المختوم بالشراب عجيب.
والمغرة عجيب أيضاَ وبزره البقلة الحمقاء إذا استكثر منها قتلها وكذلك الهندبا المر والخس المر والكرفس المخلّل والكبر المخلّل.
وقيل أن البطيخ يقتلها ويسهلها.
والحسك قريب من هذه الأدوية ويبلغ من قوة هذه أنها تخرج العراض أيضاً أعني مثل بزر الخلاف وعصارة الخوخ والكزبرة والهندبا المر والجعدة وغير ذلك.
وهذه تسقى إما مع مخيض أو ماء حار أو سكنجبين.

.فصل في تدبير الديدان الصغار:

قد يقتلها احتمال الملح والاحتقان بالماء الحار.
والملح يقلع مادتها وأقوى من ذلك حقنة يقع فيها القنطوريون والقرطم والزوفا وقوة من شحم الحنظل. وتستعمل حارة.
وأقوى من ذلك احتمال القطران والحقنة به وخصوصاً في دهن المشمش المر أو لبّ الخوخ المرّ وقد طبخت فيه الأدوية القتّالة لها.
وقد يحقن أيضاً بالقطران ومما يحتمل به العرطنيثا وبخور مريم وقشور أصل اللبخ.
ومما يلقط هذه الصغار أن يدس في المقعدة لحم سمين مملوح وقد شد عليه مجذب من خيط فإنها تجمع عليه بحرص ثم تجذب.
بعد صبر عليه ساعة ما أمكن فتخرجها وتعاود إلى أن تستنقي.

.فصل في الحقن لأصحاب الديدان:

يحقنون بسلاقات الأدوية المذكورة لهم وقد جعل فيها مسهّلات مثل الشحم والصبر والتربد وقثاء الحمار بحسب القوة والوقت.
ويصلح أن يستعمل القطران في حقنهم فينفعهم نفعاً عظيماَ وتراعى حينئذ المقعدة لئلا تنزحر بالشيآفات الزحيرية والمعدة بالأشربة والأضمدة المعدية لئلا تضعف.
وقد عرفت جميع ذلك وربما نفعت الحقنة بالمياه المالحة أو المياه المملحة بالنطرون ونحوه وخصوصاً بالقطران.
وقد يقع في حقنهم عصارة ورق الخوخ وسلاقة أصول التوث وقشور الرمان وخاصة إذا كانت حرارة.

.فصل في الضمّادات لأصحاب الديدان:

والضمادات أيضاَ تتخذ من الأدوية القوية من هذه وتقوّى بمثل شحم الحنظل ومرارة البقر وعصارة قثاء الحمار وبالقطران والصبر.
وإذا ضمّد بالصبر والأفسنتين أو بالصبر وربّ السفرجل أو ربّ التفاح قتل وفتق الشهوة.
وإذا جمع الجميع فهو أصوب.
ضماد جيد: يسحق الشونيز بماء الحنظل الرطب أو بسلاقة شحمه ويطلى على البطن والسرة.
ويقال أن مخ الأيل إذا ضمّد به السرّة نفع من ذلك.
وكذلك أدهان الأدوية المذكورة إذا طلي بها نفعت ودهن البابونج والأفسنتين خاصة.

.فصل في تغذية أصحاب الديدان:

وأما الغذاء الذي يجب بحسب مقابلة السبب فأن يكون حاراً يابساً لا لزوجة فيه ويكون فيه جلاء ما يجلوها فيخرجها.
ويدخل في أغذيتهم ماء الحمص وورق الكرنب.
ولحوم الحمام أيضاً نافعة لهم وشرب الماء المالح ينفع جميعهم.
وإذا كان إسهال وحرارة غذّوا بإحساء محمّضة بالسمّاق فإنه قاتل لها حابس.
وكذلك ماء الرمان الحامض.
وإذا أضعف الإسهال احتيج إلى ما يغذو بقوة فإنه لم يهضم جعل من جنس الاحساء ومياه اللحوم.
وأما الوقت والترتيب فيجب أن لا تجاع فتهيج هي وتلذع المعدة وربما أسقطت الشهوة بل يجب أن يتغذّى قبل حركتها في وقت الراحة وأن يفرق غذاؤهم فيطعمون كل قليل.
وإذا خيف الإسهال استعمل على البطن أضمدة قابضة مما تعلمه.
وأما أصحاب الديدان الصغار فالأولى أن تجعل غذاءهم من جنس الحسن الكيموس السريع الانهضام فإن قوّته على سبيل المضادة لا يصل إليها البتّة وإذا كان حسن الكيموس قل الكيموس الفاسد الذي هو مادة لها.

.فصل في علاج السقطة والصدمة على البطن:

الصواب في جميع ذلك أن يخرج الدم إن أمكن ويسقى بعد ذلك من الكندر ودمّ الأخوين والطين الأرمني والكهربا من كل واحد درهم بمثلث رقيق.
وإن كان حدث نزف دم أو إسهاله أو قيئه جعل فيه قيراط من أفيون وبعد هذا يجب أن تتأمل ما ذكرنا في باب الصدمات في الكتاب الذي بعد هذا.

.الفن السابع عشر: علل المقعدة:

وهو مقالة واحدة.

.مقالة في علل المقعدة:

.فصل: كلام كلي في علل المقعدة:

اعلم أن علل المقعدة عسرة البرء لما اجتمع فيها من أنها ممر وأنها معكوسة نافذة من تحت إلى فوق وأنها شديدة الحسّ وأنها موضوعة في السفل فلأنها ممر يأتيها الثفل في كل وقت ويحركها ويزيد في آلامها ويفقدها السكون الذي به يتمّ قبول منافع الأدوية وبه تتمكن الطبيعة من إصلاح.
ولأنها معكوسة يصعب إلزام الأدوية إياها ولأنها شديدة الحس يكثر وجعها وكثرة الوجع جذّابة.
ولأنها موضوعة في أسفل يسهل انحدار للفضول إليها وخصوصاً إذا أجاب إلى قبولها ضعف بها من آفة فيها.

.فصل في البواسير:

اعلم أنه كثيراً ما يظن أن الإنسان إن به بواسير وإنما به قروح في المستقيم وفيما فوقه يجب أن تتأمل ذلك.
والبواسير تنقسم بضرب من القسمة المشهورة إلى ثؤلولية وهي أردؤها وإلى عنبية وإلى توثية.
والثؤلولية تشبه الثآليل الصغار.
والعنبية مستعرضة مدوّرة أرجوانية اللون أو إلى أرجوانية.
والتوثية رخوة دموية.
وقد تكون من البواسير بواسير كأنها نفاخات.
وقد تنقسم البواسير بقسمة آخرى إلى ناتئة وإلى غائرة وهي أردؤها.
وخصوصاً التي تلي ناحية القضيب فربما حبست البول بالتوريم.
والناتئة الظاهرة تكون إحدى الثلاثة.
وأما الغائرة فمنها دموية ومنها غير دموية.
وقد تنقسم البواسير أيضاً إلى منتفخة تسيل وربما سالت شيئأ كثيراً لانتفاخ عروق كثيرة وإلى صمّ عمي لا يسيل منها شيء.
وأكثر ما تتولد البواسير تتولّد من السوداء أو الدم السوداوي وقلما تتولد عن البلغم.
وإذا تولّدت عنه فتتولد كأنها نفّاطات وكأنها نفّاخات بطون السمك.
والثؤلولية أقرب إلى صريح السوداء.
والتوثية إلىالدم والعنبية بين بين وليس يمكن أن تحدث البواسير دون أن تنفتح أفواه العروق في المقعدة على ما قال جالينوس ولذلك تكثر مع رياح الجنوب وفي البلاد الجنوبية.
والبواسير المنفتحة السيالة لا يجب أن تحبس الدم السائل منها حتى تنتهي إلى الضعف واسترخاء الركبة واستيلاء الخفقان ويرى دم غير أسود.
وأجوده أن يتحلّب قليلاً قليلاً لا دفعة.
وإذا مال في النساء دم البواسير إلى الرحم فخرج بالطمث انتفعن به.
ويجب أيضاً أن يفعل ذلك بالصناعة يحز طمثهن ولأكثر أصحاب البواسير لون يختصّ بهم وهو صفرة إلى خضرة.
وكثيراً ما عرض لأصحاب البواسير رعاف فزالت البواسير عنه.
العلاج: يجب أن يبدأ فيصلح البدن ويستفرغ دمه الرديء بفصد الصْافن والعرق الذي خلف العقب.
وعرق المأبض أقوى منهما وحجامة ما بين الوركين تنفع منها وتستفرغ أخلاطه السوداوية ويعالج الطحال والكبد إن وجب ذلك لإصلاح ما يتولّد فيهما من الدم الرديء.
ثم إن لم يكن وجع ولا ورم ولا انتفاخ فلا كثير حاجة إلى علاجها فإن علاجها ربما أدى إلى نواصير وإلى شقاق.
ثم يجب أن تجتهد في تليين الطبيعة لئلا تؤدي صلابة الثفل المقعدة فيعظم الخطب.
وأجود ذلك أن تكون المسهّلات والمليّنات من أدوية فيها نفع للبواسير مثل حب المثل ومثل حب ّالفيلزهرج وحب الدادي وحبوب نذكرها فيجب أن تجتهد في تفتيح الصمّ وتسييل الدم منها ما أمكن إلى أن تضعف أو يخرج دم أحمر صاف ليس فيه سواد.
فإن لم يغن فتدبيره إبانة الباسور وإسقاطه بقطعه أو بتجفيفه وإحراقه بما يفعل ذلك.
واعلم أن الدم الذي يسيل من البواسير والمقعدة فيه إما من الآكلة والجنون والمالنخوليا والصرع السوداوي ومن الحمرة والجاورسية والسرطان والتقشر والجرب والقوابي ومن الجذام ومن ذات الجنب وذات الرئة والسرسام.
وإذا احتبس المعتاد منها خيف شيئ من هذه الأمراض وخيف الاستسقاء لما يحدث في الكبد من الورم الرديء والصلب وفساد المزاج وخيف السلّ وأوجاع الرئة لاندفاع الدم الرديء إليها.
وإذا أحدث السيلان غيراً أخذ سويق الشعير بطباشير وطين أرمني وسقي من حاره قليلاً قليلاً.
والأدوية الباسورية منها مفتّحات لها ومنها مدملات ومنها حابسات لإفراط السيلان ومنها قاطعات له ومنها مسكنات لوجعها.
وهي إما مشروبات وإما حمولات وإما أطلية وضمّادات ولطوخات وإما ذرورات وإما بخورات وإما مياه يجلس فيها وإما حوابس.
وجميع ذلك إما مفردة وإما مركّبة.
واعلم أن حبّ المقل منفعته في البواسير ذات الأدوار ظاهرة وليست بكثيرة المنفعة فيما هو ثابت لا دور له وإذا اجتمع شقاف وورم عولجا أولاً ثم البواسير ودهن المشمش المحلول فيه المقل نافع للبواسير والشقاق.